كانت جيبتها قد نزلت إلى قدميها وكذلك كيلوتها وقبل أن تتحرك يدي ناحية حزام البنطلون وجدتها تركع على الأرض وتفك بنطلوني بأصابع متلهفة وتنزله هو وما تحته ثم تأخذ ( إله الثقوب ) في فمها كي تمنحه الصلوت التي تليق به .. نهضت ثم أعطتني ظهرها وانحنت للأمام بذمة لتستند بذراعيها على المنضدة الكبيرة الواطئة التي تتراص فوقها منحوتاتك الخشبية .. منحوتاتك الجميلة التي طالما امتدحناك كثيرا أنا وهي على براعتك في إبداعها : الفلاحون والدراويش وأبطال السير الشعبية .. منحوتاتك التي بدت مخمورة بالفرح وهي تتمايل في إيقاع
يتناقل الرواة عن عجوز عسقلانية عتيقة..
أن البلاد الغزية تعرضت إلى أحداث عظام جسام, تجعل الرضيع يتكلم قبل الفطام.. وأن المدينة غزة عاصمة الديار, عانت من جور الغزاة والطامعين الذين دمروها أكثر من مرة قبل أن يغادروها.. وأن الله قد انزل عليها غضبة, فخسفها أكثر من مرة, وطمرها تحت الأرض, وذر أهلها غبارا حملته الريح إلى الجهات الأربع, وأن آثار غضبه ما زالت تظهر على صورة نوات تخبو في زمن وتكون عواصف في زمن آخر.. ويقال في تفسير النوات
كنتُ طفلا وكان
يحدّثني عن رجالٍ
يجوبون أعضاءنا
في مكان خفيٍّ
تنام الحياة
..َضِجرا يغادرني الليل
أول أصيص ضوء يسبح في حجرتي
يفتحُ حقائب ..الوجد
وجهكَ المطوّق بالنرجس
يمنح يومي..ضوء النهار
كما الصاحب الذي قطر الراح بين قمرين.
كل إصبع في الملاجة مس البصل في غداء أوعشاء،
كل كف روتْ القهوة وعتّقت الشاي،
كل كتف رفعتْ الماء من النبع الكريم،
كل يدٍ فركتْ البرغل،
رأيتُ الجدار وهو ما يشكّل سطح المنزل وليس أهله حيثُ لم تكن لي الفة مع السّاكنين بالرّغم من كونهم أقربائي. لا أعرف حتّى الآن مدى القرابة وتشكّلها بين عائلتنا وعائلتهم. هم ينتمون إلى نفس الكنية وطباعهم هي نفسها طباعي وبالطّبع نظرهم موجّه مثل نظري إلى الدّاخل، فهم من المشايخ. لكنّني حسب ظنّي الآن كنتُ أرى أكثر منهم، ولو أقلّ من النّاس الآخرين الذين يرون الكثير من التفاصيل الخارجيّة ويعيشونها وبهذا لا يستطيعون في يومٍ من الأيّام أن يسردوا شيئا من الحياة كمثل من نظرهم داخليّ وليس خارجيّا. الأشياء التي
القهوةُ الكثيفةُ تترقبُ ..
يَتَعرقُ الوردُ الأزرقُ
على شرشفِها
يَقطرُ ماءً
يُكورُ نهدَها.
يَمرّ صاعِداً بالقُرب منِّي.. يقف.. يُطيل النظرَ إلَيّ.. أتظاهرُ بِمسح حذائي.. يُقهقه:
ـ لماذا يرتكب الرّبُّ أخطاءً إملائيّة؟ فقد أخطأ في هجاء كلمة المقرمش.. فاضاف ألفاً بعد القاف.
أواصل مسح حذائي على شُجيرات الشِّبْرق.. يُضيف:ـ ثُم إنّ خطّ الرَّبّ ليس جميلاً.. فهو يُشبه.. يُشبه.....
تتلاشى كلماته الأخيرة في الضحك..
يواصل الصعود وهو يقضم الشوكولاتة باستمتاع.
سبحانَ سماءِ الليلِ السكرى يا أبتي القدّيسْ
ساهمة كالعذراءِ
تلقّمُ ثدييها ليسوعِ الليلِ
ومن سرّتها ينبعُ ينبوعُ الموتِ
وتسرحُ أنهارُ الميلادِ
خاص ألف
قالتْ
عينٌ بعينٍ وسنٌ بسنٍ
أرقصُ لكَ
كي ترقصَ عليّْ .