ومع ذلك يا بشير لن أصدق، لا، لن أصدق، ليس لأنني أشكك في فعل الموت، السبب بسيط جداً أنك من الصعب أن تموت بهذه الطريقة، سألومك يا صديقي، سألومني، لِمَ سلمت نفسك لأناس لا ينتمون إلى صنف البشر، عاتب عليك يا بشير فالشعر بحضورك ليس كما هو بغيابك، سألوم نفسي، كان يجب أن نموت معاً، ربما، لم نعد نحتمل موتكم أيها الأحبة، يومٌ تلو يوم، يزداد عبء الهروب/ اللجوء، أشعر نفسي أنني مسؤول عن كل فقيد في سورية، كيف سمحتْ لي نفسي أن أخرج، كان يجب أن نموت معاً لعل الطغاة يرتوي غليلهم من دمنا...
إنه لا يأخذ من المشهد غير عدة صفحات. لكنه يمهد بها للحدث ولتطوير محمد. لقد كان برأي محمد نفسه هو الحامل لعصا الرموزية كما قال في إحدى مونولوجاته. والعجيب في الموضوع أنها ليست عصا بمرتبة قضيب. فهو لم يستعملها كصولجان يؤهله لاتخاذ مرتبة إله بشري. بالعكس. إنها عصا هداية. لها معنى من غير شكل.
فأنخرط كل من يؤمن ببساطة هذه الحقوق كونهُ رقماً طبيعياً في عدّاد المظاهرات و أساليب العمل المدني،فأخذت أشكالاً رائعةً في مصر عبر التخييم في ميدان التحرير،حتى الغناء في سوريا،و الذي أخذت تعم أناشيدهُ اليمن وميادينهُ،مع تغيير في هدف الشعار بين رموز القمع الممتدة عبر عقودٍ في هذه الساحات.
وفي حين أجبرَ "معمر القذافي"-المُخوزق-على يد ثوار ليبيا حتى الموت،كما "بشارالأسد"الناس على التسلح دفاعاً عن أنفسهم و إبتعاداً عن المؤسسات العسكرية في
السوريون لا حول لهم وغدوا خارج اللعبة. السلطة تذهب مزهوّة إلى جنيف، في حين تعرف حقّ المعرفة أنّ الحلّ سيُفرض عليها من قبل حلفائها قبل خصومها. و «المعارضة» تغرق في مهاتراتها ومزايداتها التي ليست سوى انعكاس لمواقف ومصالح الدول الداعمة لها. تقبل الحوار مع السلطة، بل ترضى بتقاسم الحكم معها، في حين ترفض الحوار مع أطرافٍ سوريّة أخرى. وبالتالي تستبعد فكرة تشكيل وفد موحّد للتفاوض،
في الميزان العسكري، سيصعب على فصائل المعارضة الصمود، مع وجود عزم أميركي على إنهائها قفمن بل رحيل أوباما. الأمر مختلف على الصعيد السياسي، إذ يتعين على المعارضة ألا تنطلق من حساب ميزان القوى على الأرض الذي لم يأخذ به أحد يوماً، من الأفضل لهيئة التفاوض الانطلاق من أن وجودها حاجة دولية، دون توقيعها على صك الاستسلام لن تكون الشرعية الممنوحة لبشار الأسد سوى شرعية خارجية متجددة، بحكم عدم سحبها أصلاً في المحافل الدولية.
إنها حكاية بسيطة تلك التي ينطلق منها الروائي بيضون، ويباشر بها، من الصفحة الأولى، وقد بلغت حدّ التأزّم، في إطار مكانيّ وزماني مرسوم بالحد الأدنى: غسّان الشربيني، الشخصية البطل السلبي، يسرد لابن عمّه، في أسلوب الرسالة، كيف أنّه يعاني كونه ابن رجل قتل امرأته ـ أي أمه ـ خنقًا وهو لمّا يزلْ طفلا في الثالثة. ويعلمه، والقرّاء،كيف أنّ خاله احتضنه فربيَ بين أقربائه حاملا في ذاته شعورا بالذنب يلاحقه حتى مقتله على يد مقاتلي «رايات الهدى»
أول مرة التقيته فيها كانت برفقة طلال سلمان ومصطفى ناصر. استشاط غضباً عندما علم انني وزير سابق، في احدى وزارات الحريري. زاد غيظه عندما قلت ان خيرت الشاطر الذي كان قد اخرج من السجن قبل أيام قد تحدث بشكل معقول في احدى المقابلات التلفزيونية. لم أكن اعرف أهمية خيرت الشاطر في ذلك الوقت ولا مدى انقسام الشعب المصري. ولا يهم انني أصبحت بعد فترة أكثر غلواً في عداء الاخوان المسلمين.
ففي احد تلك الزيارات الضبابية وبينما كنت انظر اليه وهو يرسم فجأة توقف عن الرسم واخرج من كرتون كان موجود في ركن الغرفة اس وضعطوانة ال بي كان مغلفاً كرتونيا بصورة لمفاتيح البيانو اخرج الاسطوانة السوداء من المغلف برفق شديد وكانه يحمل طفل بين يدية الاسطوانة فوق الفونوجراف وكانه يقوم بطقس من الطقوس ضغط على زر الابرة لحظات حتى خرجت موسيقى ملائكية
كانت موسيقى جميلة وشاعرية لدرجة انني لم استطع الكلام فقد كنت فاغرالفم وبعد ان انتهى الوجه الاول سالته ماهذا قال لي حرفيا هذا
أردت القول إن الذين يشتركون مع هيثم مناع في الرأي حول خطورة تسليح الثورة وأسلمتها كثيرون، لكن هذا لا يسوّغ لأحد منهم أن ينسى جذر المشكلة، أو يغضالطرف عن إجرام النظام، وعن كونه يستعين بدولٍ ومليشياتٍ لا تقل إجراماً وتطرّفاً عن تنظيم القاعدة. هذا ما فعله مناع، في أغسطس/آب 2013، حينما زعم أن جبهة النصرة هي التي ضربت الغوطة الشرقية بالكيماوي، فتخيل الناس أن في حوزة "النصرة"
انطلق هذا المنطق منذ 2011، بالتماهي حينها مع «المجلس الانتقالي الليبي» الذي شكّل ذريعةً لتدخّلٍ خارجيّ جلب فوضى وحرباً لم تنته أوزارهما حتّى اليوم. لكنّ استخدامه لم يؤتِ أُكُله، أي أنّه لم يؤدّ إلى «إسقاط النظام» سريعاً كما جرت الوعود، والحلول مكانه. بالتالي، وبعد جهدٍ جهيد، قَبِلَ «المجلس الوطني» أن يجلس في مؤتمرٍ مع أطياف المعارضة الأخرى كي يتمّ في القاهرة العام 2012 إنتاج وثائق توحّد التوجّهات والرؤى. لكنّ «المجلس» رفض أن يتمّ تشكيل أي جسمٍ مشترك، حتّى ولو لجنة متابعة، لما تمّ التوافق عليه. بل تبرّأ من تلك الوثائق الجامعة ليتبنّى وثيقة أقرّتها دولٌ من دون تواجده،