أجنداتٌ خارجيةٌ
خاص ألف
2013-01-08
قبل كلّ شيء لا بدّ من أن نضعَ الكلمةَ في معناها اللغوي السليم ، لا يوجدُ في اللغة العربيةِ كلمة أجندة ، أدخلتها الصّحافةُ ، هي كلمةً معرّبة وهي بالأساس . تعني "المفكرة " كلمةٌ فرنسية مأخوذة عن اللاتينية ، تستعملُ عن الأشياء التي تعملُ، أو ستعملُ وفقَ خطّة ما .
الأجنداتُ الخارجيّة : في سورية . العراق . الخليج . السودان . مصر . الجزائر . الاردن، وبقية الدول العربية ، يلوّح فيها الحكّام كي يكموا أفواه الجياع . هي موجودة أيضاً في التّجمعات والهيئات والأحزاب، فكلُّ من يخالف الزعيم خائن ؟ البعضُ فهمَ اللعبةَ جيداً ولا يخالفُ الزّعيم إلا بعد أن يميلَ رأسه عن الوسادة .
لماذا يحملُ هؤلاءِ الفقراء أجنداتٍ خارجية ؟
يذكّرني الموضوعُ بقصّة رجلٍ كرديّ كان يعملُ كعامل تنظيفات في دائرةٍ المنطقة في القامشلي ، ولا زال حياً يرزق . سرّحَ من وظيفته لأنّه " خطرٌ على أمنِ الدولة " عملنا على قضيته التي أوكلتْ لنا من قبلِ الحزب الشيوعي . كان فقيراً معدماً . وأمام القضاء . نظر المحامي " زوجي " إلى القاضي ، وقال له : هل تعتقد أنّ شخصاً مثل هذا هو خطرٌ على أمن الدولة ياسيدي ؟
ضحك القاضي كثيراً .وحكم بعودة الرجل إلى عمله .
كلّ السّلطات في الدّولِ العربيةِ تتحدّث عن تأجيج الفتنة الطّائفية ، ولو قلنا أنه لا يوجدُ طائفية في سورية نكون بمثابةِ من يضحك على نفسه أو يلقي قصيدة حماسية لا معنى لها . فما زرعه الحكّام وما توارثناه من ثقافتنا البعيدة والقريبة يقول أنّنا قد لا نخلو منها ، ففي كلّ دائرةٍ وحيّ ومدرسة هناك تقسيم كطائفيّ إثني ، فالمدير من طائفة ، ونائبه من طائفة أخرى ، والموظفين من كلّ الطّوائف التي تملك مفاتيح الرشوة أو الواسطة .
مع بدءالحراك الثوري في سورية رفع الشعبُ شعار "الشعب السوري واحد"فكان شعاراً أثلج قلوب السّوريين من كلّ الطّوائف والإثنيات . وانبعثت قضيّة الكورد إلى الحياة كمواطنين سوريين من الدّرجة الأولى مع حقوق خاصة أخرى ، وأصبح كل السّوريين لا يخشون من الانتماء إلى طائفتهم التي ورثوها اجتماعياً نتيجة تجمعهم التّاريخي، أو نتيجة اعتناق آبائهم لها بغض النّظر عن قناعتهم فيما بعد سواء أصبحوا متشدّدين أو ملحدين في داخلهم .
الذين يمسكونَ بزمامِ أمور الدين في سورية من جميع الطّوائف يتبدّلون بتبدّل الحاكم ، يفتون وفق رؤيتة ،وحتى انتخاباتهم الدينية تشبه انتخابات " الجبهة " كما أنّ الحركات السياسية الإسلاموية ليس لها علاقة بالدين . حماس وإيران وحزبُ الله كانوا يسيرون على نفس الخطّ مع أنّ أحدهما سني والآخر شيعي . هي مصالح شخصية دنيوية لا علاقة للدّين بها .
الأجنداتُ الخارجيةِ ، والخلايا الإرهابية تغزو العالم العربي دولة بعد الأخرى ، وأغلبُ هذه الأجنداتِ يعيشُ أصحابها تحت خط الفقر . سبحان الله ! كيف تترك هذه الأجنداتِ أصحابُ المناصب الحسّاسة في الدولة ، والدين، وتذهبُ إلى أحياءِ الفقراء . ليخرجوا وفق أجندةٍ من أجلِ لقمة خبز أو كلمةِ حقٍّ . يالها من أجنداتٍ رائعة مادامت تنصف المظلومين !
سخرَ السّوريون من خطاب بشّار الأسد و هو خطابٌ لا يستحقُّ النّقاش لأنّ التّاريخ لا رجعة فيه ، وبشار انتهى من تاريخ سورية ، فقط سيتمُّ كتابةُ القفلة وتسدلُ السّتارة معَ هذا فإنّ خطابه البوهيمي لم يخلُ من بعضِ الأشياء الصّحيحة وهي : الأجنداتُ الخارجية، وبخاصّة العربية منها . هي فعلاً ترغبُ أن يستمرّ القتلُ في سورية كي لا تطالها موجة الثورة . وحتى اليوم تمّ تجاهلُ القتلِ وكانت أيدي العرب ممدودةٌ إلى النّظام تحت الطّاولة .
ربما توحدّ الثورة السّورية الحكّام العرب إن طالت مدّتها ، فكلّ جهودهم المباشرة ، وغير المباشرة لم تعدْ قادرة على إخماد ذلك اللهيب الذي تأّجج في صدور من فقدوا أحبتهم والذين يعتقدون أنّ حياتهم لن تجدي إذا لم يحققوا أبسط الشّعارات التي خرجو من أجلها وهي " الخبز الكريم" . سيوافق الحكّام الأسد على أنّ هذا الشعب الجائع المظلوم ماهو سوى عصاباتٍ مسلّحة تستحقّ القتل، وهم يروّجون اليوم لقوة الأسد ومعنوياته العالية . متناسين حقّ الإنسان بالحياة . وحقّ السّوريين بالعيش الكريم . وأنّ الشّعب العربي تعلّم الدّرس الثمين وهو " الموت ولا المذلّة "
08-أيار-2021
04-تموز-2020 | |
19-كانون الثاني-2019 | |
10-كانون الأول-2015 | |
19-تشرين الثاني-2015 | |
05-تشرين الأول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |