أطوي المسافات الهائلة
عابراً محيطات الجحيم
كي لا أتخلف عن الركب
الغارق في المتاهة
علني أصل إلى بداية الطريق
أو ربما إلى حافتها
هذا لا يهم كثيراً
المهم أنني أحاول أن أقاوم المستحيل
أتعلق ولو بقشة
كي اتحمل أوزار انكساراتي
وهزائمي الوهمية
حتى لا أسقط في هاوية النسيان
او علىأاقل تقدير
في لجة الهذيان
أحس كأنني شخص آخر
له ملامح رجل آخر
كل شيء تحول نحو الآخر
الآخر هو الرجل الهلامي
الذي نسي تاريخ رحلته الأولى
فتعثر بالثانية واضمحل
والتحق بالمجهول
وينتظر الإفراج عنه بكفالة
لعدم ثبوت الأدلة ضده
يحاول النهوض من سباته
يده مغلولة الى عنقه
جسده متحجر كصخور الأهرامات
يحاول المستحيل
لكن دون جدوى
لاشيء يستند عليه
الجدران من ورق
الأبواب مشرعة
التاريخ من الزمن الغابر
الذي لم يأت بعد
المكان
مدينة مهجورة
في وسط صحراء قاحلة
لا شوارع فيها
لا بيوت
خاوية على أهلها
من شدة الازدحام الخانق
الزمان
لا أحد يتذكره
ربما انه من عصر ما قبل الخليقة
العلامات الفارقة
بقايا حطام إنسان
خارج من معركة خاسرة
غير متكافئة نسبياً
لا ناقة له فيها ولا جمل
شاربان طويلان معقوفان
عينان لم تريا النوم
منذ زمن الطاعون الأول
هذا كل ما ذكره الرواة
في كتبهم المبعثرة بلا عناية
انتهى الخبر المقرف
اقلب الصفحة رجاءً
هنالك أخبار أخرى تستحق الاهتمام
دعني أفتش عن خبر آخر
أكثر جدية وإثارة
من هذه التفاهات والأوهام
التي ليس لها معنى

محمد محسن