Alef Logo
ابداعات
              

لوحات مطرية

أحمد بغدادي

2009-08-31


سأبحث ُ عن قمر ٍ لي وحدي على سطح القمر
وأحلم ُ بكون ٍ صغير أمدُّ عليه جسدي المرهق .. أضع يدي وراء رأسي
وأُصفِّر !!.

خيارات
ستمطر بعد قليل ... قالت لي الفتاة ُ السمراء
ولا بد أن نفعل شيئا ً ما ... ؟!
على سبيل المثال :
نخترع أزقة ً نركض فيها لكن ... لا تقبلني حين يهطل المطر !!.
نتمدد فوق الأرصفة ونضحك بشراهة
نعتقل الأضواء ونضعها في صندوق
نمشي , نركض , نتعب , ثم ... أغفو في حضنك َ لدقائق مطرية ؛
أو ...؟
أرسم لكَ نافذة ً على جدار ِ الليل
تطل من خلالها على أنوثتي ؟!
ولربما أعشقكَ إذ أنت تكورت أمامي أليفا ً وديعا ً كالقطة .
فافتح مذكراتك واكتب :
المطر لنا
المطر للأرض ولنا
الحب لي فقط ولكَ السكاكين
النسيم لي ولكَ الإعصار
فلقد كان عليك أن تأتي باكرا ً .. تطرق الباب ...
وتقبلني منذ طفولتي!!.


شارع المطر / باب توما

أجمل أكذوبة كنت ُ أراها في ذاك الشارع :
فتاة تضع يديها حول عنق شاب كباقة ِ ورد ٍ
لا مطر
لا عشاق
لا أرصفة
لا جدران ...
لا نوافذ تطل على الدنيا وعلى قلبي
إنما الشيء الوحيد الذي كان هناك...؟
فتاة ٌمراهقة تقبِّـل شابا ً بإتقان !!.



أسئلة لـ " ....؟ "
أسألك ِ كم من رجل ٍ قضى بين يديك ِ قتيلا ً ؟
وكم مرة مسحت ِ سكينك ِ وابتسمت ِ ...؟
أسألك ِ كما يسأل الشرطي المجرم بشراسة
أسألك ِ كما تسأل المطرقة المسمار
كما تسأل الصفعة الخد !!.
أسألك ِ:
كم من نهر ٍ يمشي بين نهديك ِ المشاغبين ويفيض عليّ ؟
كم من سفينة ٍ غرقت في بحر ٍ عيونك ِ ؟
بعد أن رفعت ِ علم القراصنة على صارية جسدك وأبحرت ِ.؟!
فهل كان من المفروض أن تعتقلي الهواء عند اختناقي ؟
وأن تضعي الشمس َ في جيبك ِ وأنا مظلم ؟
وأن تحتكري ضوء القمر وتنثري إيقوناتك ِ فراشات ٍ سوداء على نوافذي
وأن تصمتي وأنت ِ قاموسٌ ومعاجم ؟
وأن تزرعي في عنقي خنجرا ً وتمضين بلا دمعة !!
وأن ترسمي لي على رمل الشواطئ قلبا ً ينبض
وتأمرين أمواجك ِ باغتياله ِ ؟!!.
أسألك ِ :
هل كان عليك ِ أن تنامي باكرا ً دون أن نشعل الشموع ونحتفل بعيد موتي الأول ؟!.
لا شيء
لا شيء
لا شيء يشبهني بعد رحيلك ِ ...
صورتي التي على الجدار ... لا تشبهني !
مرآتي كاذبة ... عمياء !!
بوصلتي لا تشير إلى أي اتجاه ٍ إلا إلى الأسفل ؟!
وأنت ِ ...
أنت ِ إرث ٌ للموت قابع ٌ في أدراجي ومقتنياتي وكتبي وقصائدي !!.
لا عرشَ لبلقيس اليوم !
لا هدهدَ يعصي سليمان !
لا قارونَ ولا خزائن !
خزائني خاوية ... جسدي خاو ٍ ... عيوني فراغ ٌ يمتد ٌ إلى الهاوية
فإن كنت ِ تريدين البكاء قليلا ً فتعالي ...
تعالي
تعالي نمتهن الدمعَ ونحتسي القليل من الحزن معا ً
تعالي أريك ِ كم من طعنة ٍ في قلبي أحدثتها السكاكين الصديقة
تعالي أعلمك ِ كيف تجلسين أمام الكون وأرسمك ِ عارية ً كالتفاحة ..!!
فهل يعجبك ِ هذا الفأس الناتئ من ظهري
ويعجبك ِ تشردي وسكري .. ؟!!
أسألك ِ ...
الله يرسم الطبيعة والعصافير والأشجار
وأنت ِ ماذا ترسمين ...؟
قبرا ً لي ..
أزقة ً نسير فيها ثم أعود وحيدا ً !!.


ماذا ..؟
ماذا أيضا ً ...؟
دعيني أجلس أمامك وارسميني
ماذا سأرى بعد قليل :
يباباً ؟
مدينة ً محطمة
سماء سقطت من الأعلى
بئراً ناضبْ
أما ... تمثالا ً من الخرق حُشي بالقش والنار !!.
أسألك ِ ...
هل تستطيعين الإجابة فهذا سؤالي الأخير ؟
ـ في الأيام التي مضت ..
وفي الأيام التي سوف تأتي ...
هل لي أن أهديك ِ :
قلبي
قبري
موتي
حزني
جثثي
قصائدي
قطتي ...
وورقة مكتوب عليها كل هذه الأسئلة !!.

ليست مسألة / اعترافات
وأعود وحيدا ً دونك ِ
يدك ِ التي كانت في راحتي ... ذهبت !
أصابعك التي تشابكت بأصابعي ... سرقتها السكاكين ؟!
وجهك ِ الذي كان أمامي ... توارى !
عيناك ِ الوديعتان كأرنب ... قفزتا إلى المجهول !
فمك ِ الصغير الذي أهداني بعض القبلات منذ أيام ... أصبح من زجاج !!.
نهداك ِ المفترسان كالجوع , هزماني وألقيا بجثتي قربانا ً للشياطين ؟!
جسدك ِ الذي يذوب كالشمع أمام مدفأة ِ الكاهن ... تقلص ؟!.
وعلى الرغم من ذلك ...
كل هذه الأمور ليست مسألة ,
فأنا سأجمع تفاصيلك ِ في كيس .. وأضعها على ظهري ,
وأمضي كبابا نويل ...
أوزعها على الملائكة .


أحمد بغدادي
2007-10-18

[email protected]




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

غداً سأبقى وحدي

15-أيار-2021

قصيدتان من دفتر النبع الضرير

24-نيسان-2021

كاان بيني وبينكَ

03-نيسان-2021

"أغنية بلا نوافذ" // إلى ريدي مشو

27-آذار-2021

لعنة الشعراء

06-آذار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow