Alef Logo
أدب عالمي وعربي
              

الآثمون / قصة: إدنا أوبراين ترجمة:

صالح الرزوق

خاص ألف

2015-07-11


كانوا في الداخل. الأم و الأب و الابنة. حافظت ديليا على يقظتها لتسمعهم و هم يدخلون، و على أية حال يجب أن تكون مستيقظة. فالنوم يراوغ و يبتعد كلما تقدم بها العمر. و أحيانا، يجب عليها أن تسقط بالنوم دون أن تشعر ثم تستيقظ في تلك الساعة الكئيبة قبل الفجر، ثم تذهب إلى النافذة، فتشاهد كلبها و هو يأتي من تحت الشجيرات، ليشهد على أول صوت خافت يأتي من داخل المنزل، بعد ذلك يرفع عينيه ليراها و يتعرف عليها، آملا أن تهبط إليه، و تفتح الباب الخلفي، و تقدم له وجبته المعتادة: الشاي و الحليب.
أحيانا تتناول حبة، و لكنها تكره أن تكون تحت رحمة أي دواء و تكره أيضا أن تصل ليوم لا يمكنها فيه توفير هذا الدواء. و حينما تكون مستيقظة و منتبهة، تصلي أو تحاول أن تصلي، و لكن الصلاة مثل النوم، ليست سهلة حاليا، و لا سيما حين تحاول الاقتراب من خالقها. تخرج الصلوات من شفتيها فقط و ليس من أعماقها كما هو الحال سابقا. لقد فقدت الاستجابة القلبية التي كانت تربطها سابقا بالرب.
و هكذا في الليل، و هي مستيقظة، تدور في أرجاء المنزل بذهنها و تفكر بتحسينات تقوم بها مع الوقت، ورق جدران جديد في الغرفة المفضلة، حيث الورق الوردي تلوث بالبقع حول إطارات النوافذ بسبب الرطوبة المتكررة. ثم في الغرفة الشاغرة حيث أودعت التفاح، كان ورق الجدران عاليه سافله و لكن مع مرور السنوات لم يلاحظ الزوار أن الكستناء و الطير الطنان ليسا في الوضع الخطأ. و لذلك ربما يستحسن استبداله أيضا، فقط لتحصل على نتائج أفضل بعد استعماله بإهمال و بشكل خاطئ. كانت ديليا امرأة تحب دائما أن تكون في الوضع الصحيح. يا له من موقف سخيف. في يوم وضع الورق على الجدران استشارت قارئ حظ في المدينة عن موضوع معين و أخبرها أنه عليها أن تذهب إلى البيت لترى تلك الطيور و الثمار في ترتيب متعاكس. الرأس في الأسفل. و لخيبة أملها صدقت نبوءته.
في صالات أخرى من البيت كانت أكثر جرأة في التخطيط لتحسيناتها- فكرت ربما يفيدها شريط من الموكيت على أرض المدخل، ويساعد في حماية الرخام من الأحذية الثقيلة و الأبواط. التنظيف أصبح مزعجا، و لا سيما للنصف السفلي من ظهرها. ثم هناك متطلبات خفيفة، مثل مناشف جديدة، و فوط الشاي، و قماش لتلميع الصحون. قماش تلميع الصحون كانت له رائحة الحليب، و مهما نقعته أو غلته بالماء لا يذهب. دائما يحتفظ بتلك الرائحة النفاذة القديمة.
الشم هو أقوى حواس ديليا، و حينما وصل النزلاء في ذلك الصباح، و شمت عطر المرأة و ابنتها، كان العطر نفسه، لكن لا يوجد شيء مشترك بينهما غير ذلك. العطر فقط. كانت الابنة و تدعى سمانثا متطلبة، بشعر بلون الكراميل، و تضيق عينيها كما لو أنها تفكر بشيء كالرياضيات، بينما لا تذهب بتفكيرها لأبعد من أن تقول" انظروا لي، و دللوني". كان شعرها الطويل سلاحها، ألقته على الطاولة وهي تتأمل ورق الجدران، أو اللوحة التي كانت فوق ساعة تعبر عن فتيات جميلات تحركن عقارب ساعة قرابة وقت الإطعام. و كانت تلح أن والديها يقضمان لقمة من كعكة محلاة بالسكر الناعم، و يا لها من لذيذة. و مع أن لائحة الأسعار تتضمن السرير و الإفطار فقط، كانت ديليا تود أن تقدم للزوار كوبا من الشاي عند وصولهم مهما كان الحال. لفتت تنورة سمانثا القصيرة الانتباه لفخذيها. كانا مثل اسطوانتين من النوغا الصلبة مغلفتين بجوارب شفافة بلون القشدة. و كانت ترتدي حذائين لهما أشرطة و ضفائر. لكن كانت الأم سمراء و بدينة و من عادتها لمس ابنتها كلما قفزت في إحدى نوبات الإثارة. أما الأب كان يدخن الغليون. رجل وسيم القسمات، طويل واغترابي، و يبدو كأنه بروفيسور يدرس شيئا ما.
بعد الشاي و الكعك، تساءلوا لو بمقدورهم أن يحصلوا على سلة مع بعض الشطائر و البيض المسلوق ليذهبوا في جولة استكشاف. قالت: " لكن يجب حل مشكلة الغداء فهي لا توفر غير السرير و الإفطار".
حينما عادوا بعد منتصف الليل، سمعتهم يقولون" هس، هس،هس"، مرارا و تكرارا و هم يتسلقون السلالم. و استعملوا الحمام بالدور. و يمكنها أن تؤكد ذلك من صوت وقع الأقدام و عليها أن تقر أنهم بذلوا ما بوسعهم ليلتزموا بالهدوء. ذلك حتى تحطم شيء ما. سقط و تحطم. و توقعت أنه كوب أسنان الخزف. كانت تحب ذلك الكوب. لونه كريمي و أخضر مع القليل من اللون الأحمر كالنفل. و رغبت أن تنهض لتعالج الأمر، و لكن منعها شيئ لا تعرفه. أيضا، لم يكن لديها مئزر للنوم. هل هم بمآزر النوم؟. ربما المرأة نعم، و لكن الرجل بقميص دون أكمام. ستفتقد لكوب الأسنان، و ستتأسى عليه. أشياؤها تحولت لنوع من الإيمان لديها، بعد أن رحل كل شيء و تبعثر. و نعم هي تعلم، أن حب الأولاد ينحدر و مع الزمن يتلاشى، فهو لا يختلف عن ثوب تغسله ثم تعيد غسله. حتى لا يبقى منه غير ذكريات تدل على لونه القديم. و ستسير ابنتهم سمانثا على هذا المنوال سريعا. و ستبتعد ما أن تجد شيئا آخر تلهو به، مثلا عشيق أو ما شابه ذلك.
اختار الوالدان الغرفة الزرقاء التي كانت لها و من قبل هي غرفة زفاف والدها، الغرفة التي ولد فيها أولادها، و بمرور الأيام نامت فيها القليل من الساعات، فقد كانت تزور زوجها كلما اضطرت لذلك و فيما بعد تغتسل لتنتهي منه قدر الإمكان. خمسة أولاد عدد تكتفي به أية امرأة. أربعة تفرقوا في البلاد، و واحد مات، و زوجة ابن استولت على ابنها، ابنها الوحيد، ليكون في قبضتها فحسب. و فوق ذلك، لم تكن قاسية عليهم، و لم تحاكمهم على شيء. فهي تتذكر البنات حين ترسلن لها الهدايا، و لا سيما البنت الصغيرة، و في المرة التالية، حينما سئلت ماذا تريد لعيد ميلادها، قالت مئزرا للنوم و هكذا يمكنها مقابلة المستأجرين في اللحظات الحرجة.
كانت لا تستضيف النزلاء إلا في الصيف، فذلك هو وقت وصول السياح، و أيضا لأن تدفئة كل البيت في الشتاء سيكون تبذيرا، فالوقود مرتفع التكلفة جدا. و علاوة على ذلك، لم تكن تميل لاستضافة الأغراب لأكثر من ليلتين أو ثلاث. و لربما بالغوا بالتصرف معتقدين أن البيت لهم، من أملاكهم الخاصة ما داموا يدفعون النقود، فيفتحون الأدراج و الخزانات. و يتطفلون على الذكريات التي تفضح ماضيها، و لا سيما المناديل المطرزة بأشعار و عبارات شائعة، أو معطف و عباءة رقصة الخزامى، أو مروحة من القصب الأسود مع قبضة عاجية.
و لكن هناك سبب آخر لا تبوح به. أنها تخشى أن تشعر بالتعاطف معهم و تطلب منهم الإقامة برفقتها لأيام إضافية. من أجل الاستئناس. و بالنقود التي ربحتها من زوار الصيف تمكنت من تحسين بيتها و ما حوله، و كانت الرفاهية الوحيدة المتاحة لها علبة قصدير كبيرة فيها بسكويت الكريمة و الفريز. و كانت تميل لهذا النوع.
نعم كان الزوجان في سرير زفافها، سرير عريض مع رأس من خشب السنديان الذي يرتجف، و غطاء لونه زهري صنعته خلال فترة خطوبتها، و ربطت به كل أحلامها." تخيلت ضيوفها، الرجل المحترف و المرأة البدينة، يستلقيان جنبا إلى جنب، مربعات الغطاء تعلو و تنخفض مع أنفاسهما، و تذكرت كيف كانت تدفن نفسها تحته بينما زوجها يمارس معها الجنس العصبي و المحروم من الحب. و مع السنوات زادت نعومته، أصبح الزوج الذي تتمناه، لقد أقلع عن الشراب بعد أن بلغ العام الخامس و الخمسين، و لذلك كانت تتقرب منه بتحضير الشاي في كل ساعات الليل و النهار.
ربما لم تكن سمانثا نائمة، و لكنها تعتني بحاجبيها و تسرح شعرها الطويل، تسرحه بهدوء و ربما تنظر لنفسها في مرآة الخزانة، و تبدي إعجابها بقوامها الطري و المتماسك و الصغير و هي برداء النوم. و بعد أن ذهبوا إلى العشاء، ألقت نظرة على غرفتهم. لم تفتح حقائبهم، فهي مسألة أمانة و شرف، و لكنها تأملت بعض مقتنياتهم- عقد لآلئ المرأة، مساحيق التجميل، و غطاء الرأس الداكن المرمي بإهمال قرب غلايين الزوج. غلايين خشبية من كل الألوان، مع كيس تبغ مطوي بعناية. أما نقودهم، النقود الإنكليزية، فقد كانت مكومة في كومتين صغيرتين، نقوده و نقودها، هذا ما شعرت به ديليا. و على منضدة زينة البنت رأت فرشاة شعر فقط، و بعض القطن، و زجاجة من زيت الأطفال. و منامة زهرية براقة ملقاة على وسادتها و كأنها شيء تدب فيه الحياة، أو كان في داخلها دمية.
النوم لا يأتيها بسهولة.
نهضت، و نيتها أن تذهب لتلقي نظرة على كوب الأسنان، و لكن ما أن وصلت إلى الباب حتى منعها شيء ما. خجلت أن يسمعوها، كما لو أن البيت هو بيتهم. كان لديها تحفظات غريبة عليهم، كم كانوا ودودين مع بعضهم بعضا و يبذرون حولهم كل ما لديهم من أفكار براقة، نعم، هناك شيء هدأ أعصابها. تجولت في غرفتها و لم تتمكن من الدخول إلى الصالة و لم تذرعها بخطواتها. كما تفعل بالعادة. و وضعت يدها على تمثال العذراء و كان من الجص البارد، طلبا للمناعة و الرحمة.
و بالضبط بعد هدوئهم بنصف ساعة، حصل ذلك. سمعت صوت أزيز، ثم انفتح باب البنت ببطء، و خطر لها أنها ستذهب لقضاء حاجتها في الحمام، و لكن عوضا عن ذلك سمعت خطواتها تتجه إلى بيت أبويها، و على أصابع قدميها، ثم جاءتها نقرات، سلسلة متتالية من النقرات، خفيفة و عابثة، و ليست ناجمة عن طفل مريض أو مرهق، ليست نقرات طفل يخاف من الظلام، أو أنه قلق من غراب في المدخنة، ليس شيئا من هذا القبيل، و خلال وقت قصير، انتبهت ديليا. كل جسمها تشنج و هزته رعدة، سمعت البنت تدخل الغرفة فغادرت فراشها، و وضعت يدها على قبضة الباب، و فتحته بنعومة، و تقدمت في الممر بقدميها العاريتين، بذلك الاتجاه، دون أن تعلم على وجه الدقة ماذا ستصنع.
كل البيت يصيخ السمع. لم يكونوا يتكلمون، و مع ذلك شيء مزعج كان يتنفس هناك، و يهمس و يتحرك و يقهقه. لم يكن بمقدورها أن ترى، و مع ذلك يبدو أن عينيها تنفذان من الباب المغلق كما لو أنه شفاف، و كانت تتصورهم، أيديهم، أفواههم، أطرافهم، كل منهم وراء الآخر. و لم يجرؤوا على إشعال النور. و ربما كانت البنت عارية و مستلقية باستسلام، تسمح لهم أن يلهوا بها، الرجل يطويها باتجاه، و المرأة تجرها لطرفها، و قبل مرور وقت طويل ستشعر أنها وصلت لدرجة النشوة.
كان عليها أن تدخل و تضبطهم متلبسين- الرجل، سيد الحريم، يستلقي فوق البنت التي هي ابنته بلا شك، و المرأة تساعده، لأن تلك هي أفضل طريقة يمكنها الاحتفاظ بها بالزوج. هذه ليست ابنتهما. ربما عاهرة وفرا لها توصيلة، أو ربما أعلنا في أماكن عامة بكلمات مراوغة و ماكرة، مثلا في صحيفة محلية، في وسط إنكلترا، من حيث جاءا، أو من حيث ادعوا أنهم جاؤوا. كان هناك سيخ في الغرفة، موضوع في آنية للفحم، تركته فيها منذ اعتزالها قبل ثلاثين عاما، و ستحمله معها و تهاجم به و تكسره على أجسادهم المتهالكة العارية.
و لكن منعها شيء لا تعرف ما هو. كل شيء قرر أنه عليها أن تهاجم و مع ذلك ترددت. ثم جاءت أصوات التعجب، ثلاثة أصوات مختلفة- صوت المرأة المتحير، و البنت اليائسة، كما لو أنهار تبكي، و الرجل، مثل أحمق في غابة مع معشوقته.
عادت إلى الغرفة و جلست على طرف سريرها، ترتجف. بحثت في علبة مستديرة صغيرة قرب خزانة بجوار السرير، عن حبة لونها أزرق، يشبه لون البحر في بطاقة بريدية أرسلتها لها ابنتها من الريفيرا. بسبب التوفير قسمت الحبة نصفين، دائما تقسمها. وضعت المسحوق على لسانها و تذوقت مرارته، درجة سميته، و لم يكن معها كوب ماء لتبلعها به.
جاء النوم و معه خطايا الأحلام. كانت مع زمرة نساء تتهيأن لالتقاط صورة أمام رجلين، من الواضح أنهما عدوان و تشاحنا كل يريد طرد الآخر. و عندما حان وقت التقاط الصورة طلب منهن جميعا التخلي عن الثياب، و لكنها لم تفعل، لم تقبل أبدا. بعناد رفضت التخلي عن مريولها، و كان من كتان خشن غير مغسول. و المرأة التي بجانبها، و اسمها إيلي، و هي خياطة محلية، تعرت و تجولت في الأرجاء مثل عاهرة. ثم تبدل الحلم. و أصبحت وحدها في كنيسة واسعة كانت ملكية و هادئة.
القديسون جوزيف و جود و أنتوني و تيري الزهرة الصغيرة كانوا جميعا بلا ثياب، و إن لم يكن ذلك غير ديني، فقد أنشد القديس بنشوة، كما لو أنهم في حديقة للبيرة. ثم جاء من طرف المذبح ولد بثوب كهنوتي أحمر و بدأ بالتسكع و سمح له بشرب النبيذ من الكأس المقدسة. و حاولت أن تقنع نفسها أنها لا تحلم، و لكنها كانت تحلم. و حينما استيقظت فجأة، تذكرت فورا النزلاء، و حركاتهم، و الشرور التي وقعت، و أنه عليها قلي الخنزير و البيض و النقانق لطعام الإفطار المتواضع.
ارتدت ثيابها، و تدبرت أمر جواربها، التي لا يمكن ارتداؤها بسهولة و سرعة، و سرحت شعرها إلى الخلف بعنف بأمشاط صغيرة.
كان إفطارهم على المنضدة حينما جلسوا- المقالي. و إبريق الشاي، و إنبيق من الماء الساخن، و إنبيق من القهوة السريعة التحضير. تركت أيضا طبقا صغيرا من اليوسف أفندي. و توجب عليهم أن يشرعوا بالطعام. أما هي فغالبا تتلكأ بحضور النزلاء في غرفة الطعام و تتكلم معهم عن أمكنة بعيدة- الشواطئ المرجانية، أو المناخات القاسية المختلفة في أجزاء بعيدة من أستراليا، أو الجبل المستوي في كايب تاون، حيث على ما يبدو تتكاثف الغيوم مثل غطاء المنضدة فوق ذروته. و لكنها لم تتحدث مع هذه الجماعة، و لم تمد رأسها من الباب لتسأل لو أنهم بحاجة لمزيد من الخبز المحمص أو القهوة.
كان يبدو كأنها تنتقم منهم ساعة مغادرتهم. ها هم، طاقم عائلي بلا ضرر، معم الحقائب، حقيبة الزوجة من قماش أسود، و البنت بجعبة زرقاء، و بيد الرجل حقيبة يد من جلد بني. و كما قالت لقد تقاضت منهم أجر غرفة واحدة، لأنه برأيها لم يشغلوا سوى غرفة واحدة. و رأت أنهم فهموا و لكنهم اختاروا أن لا يتجاوبوا معها تماشيا مع طبعهم الأحمق. مد الزوج يده بورقة من خمس جنيهات، و بعض الأوراق بقيمة جنيه و قطع معدنية لتغطية أجر غرفتين.
و أصرت أن يستعيد جزءا من هذا المبلغ، و لكنه رفض، و كذلك زوجته. و ساد هدوء مشحون بعد ذلك.
و أبدى الزوج امتعاضه بكشف أسنانه العلوية و أبدت الزوجة ملاحظات عن ندرة المناشف في الحمام و كذلك عدم سلامة سلسلة جر المياه في المرحاض. و التي سقطت مع حاملها. أما البنت فقد لوثت نفسها و هي تمتص بعض الحزوز الهلالية من اليوسف أفندي. و في النهاية، رمى الزوج الأوراق الثلاثة و الفضيات المعدنية في جيب البذة الطويلة التي ترتديها، و صمم أن لا يتنازل. أما هي فقد رمتها وراءهم على طول الممر المفروش بالحصى. و لمعت النقود في شمس الصباح المشرق.
وصلوا للطرف الثاني من البوابة، و بينما الوالدان يضعان الحقائب في مستودع السيارة، عادت البنت و التقطت النقود. ثم مدت لسانها بنوع من الشماتة و التحدي.
و راقبتهم حتى غابت السيارة عن الأنظار. ثم خاضت في الأعشاب و انخرطت بالعويل. كانت تبكي من أعماق وجودها. لماذا هي تنوح؟. سألت نفسها بصوت مرتفع:" لماذا أبكي؟". لم يكن السبب هم و لا المخاطر التي تأتي في الليل. هذا شيء له علاقة بها. لقد جف قلبها من فترة طويلة، و تناست أبسط الأشياء، السعادة القليلة، و حياة تبادل المنافع. هذا هو جوهر الحياة. أن تأخذ و تعطي. لقد نسيت آثامها و أخطاءها.
كانت الأعشاب ندية و حريرية و ليست يابسة، و قد ترعرعت في الأمطار و خلال فترات إشراق الشمس.

إيدنا أوبراين Edna O' Bien : قاصة و روائية من إيرلندا. تعيش في لندن. و القصة مترجمة من مجموعتها " قديسون و آثمون" ليتل براون. ٢٠١١.


تعليق



Alex

2015-10-14

Ya learn sonhietmg new everyday. It's true I guess!

Andrea

2015-12-19

I told my kids we'd play after I found what I neeedd. Damnit.

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة :

17-نيسان-2021

قصائد مختارة لمارلين مونرو

03-تشرين الأول-2020

قصة / كانون الأول / كريستال أربوغاست

12-أيلول-2020

مدينة من الغرب اقصة : تميم أنصاري ترجمة

22-آب-2020

قصائد لهنري راسوف ترجمة :

20-حزيران-2020

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow